كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {مكانكم} هو ظرف مبنى لوقوعه موقع الأمر: أي الزموا، وفيه ضمير فاعل، و{أنتم} توكيد له والكاف والميم في موضع جر عند قوم، وعند آخرين الكاف للخطاب لا موضع لها كالكاف في إياكم {وشركاؤكم} عطف على الفاعل {فزيلنا} عين الكلمة واوا لأنه من زال يزول، وإنما قلبت ياء لأن وزن الكلمة فيعل: أي زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والواو على الشرط المعروف قلبت ياء، وقيل هو من زلت الشيء أزيله، فعينه على هذا ياء، فيحتمل على هذا أن تكون فعلنا وفيعلنا.
قوله تعالى: {هنالك تبلوا} يقرأ بالباء: أي تختبر عملها، ويقرأ بالتاء: أي تتبع، أو تقرأ في الصحيفة.
قوله تعالى: {أنهم لا يؤمنون} أن وما عملت فيه في موضع رفع بدلا من كلمة، أو خبر مبتدأ محذوف، أو في موضع نصب: أي لأنهم أو في موضع جر على إعمال اللام محذوفة.
قوله تعالى: {أمن لا يهدي} فيها قراءات قد ذكرنا مثلها في قوله: {يخطف أبصارهم} ووجهناها هناك، وأما {إلا أن يهدي} فهو مثل قوله: {إلا أن يصدقوا} وقد ذكر في النساء، وله نظائر قد ذكرت أيضا {فما لكم} مبتدأ وخبره: أي أي شيء لكم في الإشراك، و{كيف تحكمون} مستأنف: أي كيف تحكمون بأن له شريكا.
قوله تعالى: {لا يغنى من الحق شيئا} في موضع المصدر: أي إغناء، ويجوز أن يكون مفعولا ليغنى، ومن الحق حال منه.
قوله تعالى: {وما كان هذا القرآن} هذا اسم كان، والقرآن نعت له أو عطف بيان، و{أن يفترى} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أنه خبر كان: أي وما كان القرآن افتراء، والمصدر هنا بمعنى المفعول.
أي مفترى.
والثانى التقدير: ماكان القرآن ذا افتراء.
والثالث أن {أن} خبر كان محذوف، والتقدير: ماكان هذا القرآن ممكنا أن يفترى، وقيل التقدير: لان يفترى، و{تصديق} مفعول له: أي ولكن أنزل للتصديق، وقيل التقدير: ولكن كان التصديق الذى: أي مصدق الذي {وتفصيل الكتاب} مثل تصديق {لاريب فيه} يجوز أن يكون حالا من الكتاب والكتاب مفعول في المعنى، ويجوز أن يكون مستأنفا {من رب العالمين} يجوز أن يكون حالا أخرى، وأن يكون متعلقا بالمحذوف: أي ولكن أنزل من رب العالمين.
قوله تعالى: {كيف كان} كيف خبر كان، و{عاقبة} اسمها.
قوله تعالى: {من يستمعون إليك} الجمع محمول على معنى {من} والإفراد في قوله تعالى: {من ينظر} محمول على لفظها.
قوله تعالى: {لا يظلم الناس شيئا} يجوز أن يكون مفعولا: أي لا ينقصهم شيئا، وأن يكون في موضع المصدر.
قوله تعالى: {كأن لم يلبثوا} الكلام كله في موضع الحال، والعامل فيه يحشرهم وكأن هاهنا مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف: أي كأنهم، و{ساعة} ظرف ليلبثوا، و{من النهار} نعت لساعة، وقيل كأن لم صفة اليوم، والعائد محذوف أي لم يلبثوا قبله، وقيل هو نعت لمصدر محذوف: أي حشرا كأن لم يلبثوا قبله، والعامل في يوم اذكر {يتعارفون} حال أخرى، والعامل فيها يحشرهم، وهى حال مقدرة.
لأن التعارف لا يكون حال {قد خسر} يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون التقدير: يقولون قد خسر، والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون.
قوله تعالى: {ثم الله شهيد} ثم هاهنا غير مقتضية ترتيبا في المعنى، وإنما رتبت الأخبار بعضها على بعض كقولك: زيد عالم ثم هو كريم.
قوله تعالى: {ماذا يستعجل} قد ذكرنا في ماذا في البقرة عند قوله تعالى: {ماذا ينفقون} قولين، وهما مقولان هاهنا، وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون {ماذا} اسما واحدا مبتدأ، ويستعجل منه الخبر، وقد ضعف ذلك من حيث إن الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل، ولا ضمير فيه يعود على المبتدأ، ورد هذا للقول بأن العائد الهاء في منه فهو كقولك: زيد أخذت منه درهما.
قوله تعالى: {الآن} فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة، والناصب لها محذوف تقديره: آمنتم الآن.
قوله تعالى: {أحق هو} مبتدأ وهو مرفوع به، ويجوز أن يكون هو مبتدأ، وأحق الخبر، وموضع الجملة نصب بيستنبئونك، و{إى} بمعنى نعم.
قوله تعالى: {وأسروا الندامة} مستأنف، وهو حكاية ما يكون في الآخرة.
وقيل هو بمعنى المستقبل.
وقيل قد كان ذلك في الدنيا.
قوله تعالى: {وشفاء} هو مصدر في معنى الفاعل: أي وشاف، وقيل هو في معنى المفعول: أي المشفي به.
قوله تعالى: {فبذلك} الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها، والثانية بفعل محذوف تقديره: فليعجبوا بذلك فليفرحوا، كقولهم: زيدا فاضربه: أي تعمد زيدا فاضربه، وقيل الفاء الأولى زائدة، والجمهور على الياء وهو أمر للغائب، وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة، ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذى قبله.
قوله تعالى: {أرأيتم} قد ذكر في الأنعام {آلله} مثل آلذكرين، وقد ذكر في الأنعام.
قوله تعالى: {في شأن} خبر كان {وما تتلوا} ما نافية، و{منه} أي من الشأن، أي من أجله، و{من قرآن} مفعول تتلو، ومن زائدة {إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون} ظرف لشهودا {من مثقال} في موضع رفع بيعزب، ويعزب بضم الزاى وكسرها لغتان وقد قرئ بهما {ولا أصغر... ولا أكبر} بفتح الراء في موضع جر صفة لذرة أو لمثقال على اللفظ، ويقرآن بالرفع حملا على موضع من مثقال، والذى في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى: {إلا في كتاب} أي إلا هو في كتاب، والاستثناء منقطع.
قوله تعالى: {الذين آمنوا} يجوز أن يكون مبتدأ، وخبره {لهم البشرى} ويجوز أن يكون خبرا ثانيا، لأن أو خبر ابتداء محذوف: أي هم الذين، ويجوز أن يكون منصوبا بإضمار أعنى، أو صفة لأولياء بعد الخبر، وقيل يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من الهاء والميم في عليهم.
قوله تعالى: {في الحياء الدنيا} يجوز أن تتعلق في بالبشرى، وأن يكون حالا منها، والعامل الاستقرار، و{لا تبديل} مستأنف.
قوله تعالى: {إن العزة} هو مستأنف، والوقف على ما قبله.
قوله تعالى: {وما يتبع} فيه وجهان: أحدهما هي نافية، ومفعول يتبع محذوف دل عليه قوله: {إن يتبعون إلا الظن} و{شركاء} مفعول يدعون، ولايجوز أن يكون مفعول يتبعون، لأن المعنى يصير إلى أنهم لم يتبعوا شركاء وليس كذلك.
والوجه الثاني أن تكون {ما} استفهاما في موضع نصب بيتبع.
قوله تعالى: {إن عندكم من سلطان} إن هاهنا بمعنى {ما} لا غير، {بهذا} يتعلق بسلطان أو نعت له.
قوله تعالى: {متاع في الدنيا} خبر مبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم أو حياتهم أو تقلبهم ونحو ذلك.
قوله تعالى: {إذ قال لقومه} {إذ} ظرف، والعامل فيه نبأ، ويجوز أن يكون حالا {فعلى الله} الفاء جواب الشرط، والفاء في {فاجمعوا} عاطفة على الجواب، وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك أجمعت على الأمر إذا عزمت عليه، إلا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه، وقيل هو متعد بنفسه في الأصل، ومنه قول الحرث:
أجمعوا أمرهم بليل فلما ** أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء

وأما {شركاءكم} فالجمهور على النصب، وفيه أوجه: أحدها هو معطوف على أمركم تقديره: وأمر شركائكم، فأقام المضاف إليه مقام المضاف.
والثانى هو مفعول معه تقديره: مع شركائكم.
والثالث هو منصوب بفعل محذوف: أي وأجمعوا شركاءكم، وقيل التقدير: وادعوا شركاءكم، ويقرأ بالرفع وهو معطوف على الضمير في أجمعوا، ويقرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم، والتقدير ذوى أمركم، لأنك تقول جمعت القوم وأجمعت الأمر، ولا تقول جمعت الأمر على هذا المعنى وقيل لاحذف فيه لأن المراد بالجمع هنا ضم بعض أمورهم إلى بعض {ثم اقضوا إلى} يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الأمر، والمعنى: أقضوا ماعزمتم عليه من الإيقاع بى، ويقرأ بفتح الهمزة والفاء والضاد، والمصدر منه الإفضاء، والمعنى: صلوا إلى ولام الكلمة واو، يقال فضا المكان يفضوا إذا اتسع.
قوله تعالى: {من بعده} الهاء تعود على نوح عليه السلام {فما كانوا} الواو ضمير القوم، والضمير في {كذبوا} يعود على قوم نوح، والهاء في {به} لنوح، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذى كذب به قوم نوح: أي بمثله، ويجوز أن تكون الهاء لنوح، ولايكون فيه حذف، والمعنى: فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام.
قوله تعالى: {أتقولون للحق لما جاءكم} المحكى بيقول محذوف: أي أتقولون له هو سحر! ثم استأنف فقال: {أسحر هذا} وسحر خبر مقدم، وهذا مبتدأ.
قوله تعالى: {الكبرياء في الأرض} هو اسم كان، ولكم خبرها، وفى الأرض ظرف للكبرياء منصوب بها، أو بكان، أو بالاستقرار في لكم، ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء، أو من الضمير في لكم.
قوله تعالى: {ما جئتم به السحر} يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون {ما} استفهاما، وفى موضعها وجهان: أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ماتقديره: أي شيء أتيتم به وجئتم به يفسر المحذوف، فعلى هذا في قوله السحر وجهان، أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف: أي هو السحر.
والثانى أن يكون الخبر محذوفا: أي السحر هو، والثانى موضعها رفع بالابتداء وجئتم به الخبر، والسحر فيه وجهان: أحدهما ما تقدم من الوجهين.
والثانى هو بدل من موضع {ما} كما تقول ما عندك أدينار أم درهم؟ ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان: أحدهما استفهام أيضا في المعنى، وحذفت الهمزة للعلم بها.
والثانى هو خبر في المعنى، فعلى هذا تكون {ما} بمعنى الذى.
وجئتم به صلتها، والسحر خبرها، ويجوز أن تكون {ما} استفهاما، والسحر خبر مبتدأ محذوف.
قوله تعالى: {وملئهم} فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه: أحدها هو عائد على الذرية، ولم تؤنث لأن الذرية قوم فهو مذكر في المعنى.
والثانى هو عائد على القوم والثالث يعود على فرعون، وإنما جمع لوجهين: أحدهما أن فرعون لما كان عظيما عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع، كما يقول العظيم نحن نأمر.
والثانى أن فرعون صار اسما لأتباعه، كما أن ثمود اسم للقبيلة كلها، وقيل الضمير يعود على محذوف تقديره من آل فرعون وملائهم: أي ملأ الآل، وهذا عندنا غلط لأن المحذوف لا يعود إليه ضمير، إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول زيد قاموا، وأنت تريد غلمان زيد قاموا {أن يفتنهم} هو في موضع جر بدلا من فرعون تقديره: على خوف فتنة من فرعون، ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف: أي على خوف فتنة فرعون.
قوله تعالى: {أن تبوا} يجوز أن تكون أن المفسرة ولايكون لها موضع من الإعراب، وأن تكون مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحينا، والجمهور على تحقيق الهمزة، ومنهم من جعلها ياء وهى مبدلة من الهمزة تخفيفا {لقومكما} فيه وجهان: أحدهما اللام غير زائدة، والتقدير: أتخذ لقومكما بيوتا، فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوآ، وأن يكون حالا من البيوت.
والثانى اللام زائدة، والتقدير: بوئا قومكما بيوتا: أي أنزلاهم، وتفعل وفعل بمعنى مثل علقها وتعلقها، فأما قوله بمصر يجوز أن يتعلق بتبوآ، وأن يكون حالا من البيوت، وأن يكون حالا من قومكما، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف.
{واجعلوا... وأقيموا} إنما جمع فيهما، لأنه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما، وأفرد في قوله: {وبشر} لأنه أراد موسى عليه السلام وحده، إذ كان هو الرسول وهارون وزيرا له، فموسى عليه السلام هو الأصل.
قوله تعالى: {فلا يؤمنوا} في موضعه وجهان: أحدهما النصب وفيه وجهان: أحدهما هو معطوف على ليضلوا، والثانى هو جواب الدعاء في قوله اطمس واشدد.
والقول الثاني موضعه جزم، لأن معناه الدعاء كما تقول لا تعذبني.
قوله تعالى: {ولا تتبعان} يقرأ بتشديد النون، والنون للتوكيد، والفعل مبنى معها، والنون التي تدخل للرفع لاوجه لها هاهنا لأن الفعل هنا غير معرب، ويقرأ بتخفيف النون وكسرها.
وفيه وجهان: أحدهما أنه نهى أيضا، وحذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفا، ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نونا محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة، وحذف الساكنة أقل تغيرا.
والوجه الثاني أن الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان: أحدهما هو خبر في معنى النهى كما ذكرنا في قوله: {لا تعبدون إلا الله} والثانى هو في موضع الحال، والتقدير: فاستقيما غير متبعين.
قوله تعالى: {وجاوزنا ببنى إسرائيل} الباء للتعدية مثل الهمزة كقولك: أجزت الرجال البحر {بغيا وعدوا} مفعول من أجله، أو مصدر في موضع الحال.
قوله تعالى: {الآن} العامل فيه محذوف تقديره: أتؤمن الآن.
قوله تعالى: {ببدنك} في موضع الحال: أي عاريا، وقيل بجسدك لاروح فيه، وقيل بدرعك.
قوله تعالى: {مبوأ صدق} يجوز أن يكون مصدرا، وأن يكون مكانا.
قوله تعالى: {إلا قوم يونس} هو منصوب على الاستثناء المنقطع، لأن المستثنى منه القرية وليست من جنس القوم، وقيل هو متصل لأن التقدير: فلولا كان أهل قرية، ولو كان قد قرئ بالرفع لكانت إلا فيه بمنزلة غير فيكون صفة.
قوله تعالى: {ماذا في السموات} هو استفهام في موضع رفع بالابتداء.
والسموات الخبر وانظروا معلقة عن العمل، ويجوز أن تكون بمعنى الذى، وقد تقدم أصل ذلك {وما تغنى} يجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب، وأن تكون نفيا.
قوله تعالى: {كذلك حقا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها أن كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف: أي إنجاء كذلك وحقا بدل منه.
والثانى أن يكونا منصوبين بينجى التي بعدهما.
والثالث أن يكون كذلك للأولى وحقا للثانية، ويجوز أن يكون، كذلك خبر المبتدأ: أي الأمر كذلك، وحقا منصوب بما بعدها.
قوله تعالى: {وأن أقم وجهك} قد ذكر في الأنعام مثله. اهـ.